للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي أقواله وأفعاله وتقريراته كما تقدم.

ويروى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تكون فتن فقيل له: يا رسول الله فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم (١) » الحديث.

فهو المخرج من جميع الفتن، وهو الدال على سبيل النجاة، وهو المرشد إلى أسباب السعادة والمحذر من أسباب الهلاك، وهو الداعي إلى جمع الكلمة وهو المحذر من الفرقة والاختلاف. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (٢) ويقول جل وعلا في هذا الكتاب العظيم: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (٣) ويقول سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٤) فهو يدعو إلى الاجتماع على الحق، والتواصي بالحق. كما قال سبحانه: {وَالْعَصْرِ} (٥) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٦) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٧) وهذه السورة العظيمة القصيرة قد جمعت الخير كله ما أبقت شيئا من الخير إلا ذكرته ولا شيئا من الشر إلا وحذرت منه.


(١) رواه الترمذي في فضائل القرآن برقم ٢٨٣١، والدارمي في فضائل القرآن برقم ٣١٩٧.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٩
(٣) سورة آل عمران الآية ١٠٥
(٤) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٥) سورة العصر الآية ١
(٦) سورة العصر الآية ٢
(٧) سورة العصر الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>