للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهدى. قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (١) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (٢)

فهذه العبادة هي الإيمان، وهي التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان (٣) » فالإيمان هو عبادة الله وهو الإسلام وهو الهدى وهو البر والتقوى وهو طاعة الله ورسوله وهو توحيد الله والإخلاص له والقيام بأوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده، هذه هي العبادة، وهذا هو الإسلام والإيمان وهذا هو التقوى وهذا هو البر والهدى قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (٤) وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} (٥) وقال سبحانه: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (٦)

وهذا هو معنى العبادة التي أمر الله بها الناس جميعا وخلقهم لها قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٧) أمرهم بهذه العبادة التي خلقوا لها وأرسل بها الرسل عليهم الصلاة والسلام قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٨) ومعنى قوله سبحانه: {اُعْبُدُوا اللَّهَ} (٩) يعني وحدوا الله


(١) سورة النجم الآية ٢٣
(٢) سورة النساء الآية ١٣٦
(٣) رواه مسلم في الإيمان برقم ٥١ واللفظ له، والنسائي في الإيمان وشرائعه برقم ٤٩١٩.
(٤) سورة النجم الآية ٢٣
(٥) سورة البقرة الآية ١٨٩
(٦) سورة الانفطار الآية ١٣
(٧) سورة البقرة الآية ٢١
(٨) سورة النحل الآية ٣٦
(٩) سورة النحل الآية ٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>