للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جل وعلا يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (١) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (٢) » . فالإمام راع ومسئول عن رعيته، فالرعاة مسئولون، فالأمراء هم قادة الناس، سواء كانوا ملوكا أو رؤساء جمهوريات وهكذا غيرهم من الرؤساء والأعيان حتى رؤساء العشائر، ورؤساء الشعوب ومديري الشركات كلهم مسئولون يجب عليهم أن يتقوا الله وأن يؤدوا الأمانة التي اؤتمنوا عليها، وعلى الأمراء والرؤساء أن يتقوا الله في تحكيم الشريعة بين الناس والتزامهم بأحكامها وأخذهم بها وأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر.

هذا هو واجبهم جميعا، فعليهم أن يتقوا الله وأن يقيموا دين الله بينهم وأن يقيموا حدود الله في رعاياهم، هكذا تكون الدول الإسلامية، وهكذا يجب أن يكون أمراء المسلمين أن يتقوا الله وينفذوا أحكام الله في عباد الله وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر وأن يعينوا العلماء ويشجعوهم على تبليغ رسالة الله ودعوة الله وتعليم الناس الخير وتفقيههم في الدين حتى يكون العلماء والأمراء متعاونين على البر والتقوى متناصحين باذلين كل مستطاع في توجيه الناس وإرشادهم إلى الخير، ونسأل الله عز وجل أن يوفق العلماء في كل مكان لما يرضيه وأن


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم ٨٤٤، ورواه مسلم في كتاب الإمارة برقم ٣٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>