للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن الواجب الخشوع له سبحانه كما قال عز وجل عن الرسل وأتباعهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (١) وقال سبحانه: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (٢) وقال سبحانه: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (٣) والآيات في هذا المعنى كثيرة.

فالواجب على كل من ينوبه حاجة أو ضائقة أن يرفع شكواه إلى الله عز وجل لا إلى الأنبياء ولا غيرهم من سائر المخلوقات من الأموات والأصنام والكواكب والجن وغيرهم من سائر الخلق لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع وكشف الكروب وإجابة المضطر، ولا مانع من استعانة المخلوق بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يستطيع مشافهة أو مكالمة أو مكاتبة أو نحو ذلك كما قال الله سبحانه في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (٤) الآية من سورة القصص أما الأموات من الأنبياء وغيرهم، وهكذا الجمادات من الأصنام والأشجار وغيرها وهكذا الغائبون من الملائكة والجن وغيرهم، فلا تجوز الاستعانة بهم ولا الشكوى إليهم لأن الميت انقطع عمله إلا من ثلاث كما جاء بذلك الحديث عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له (٥) » رواه مسلم.


(١) سورة الأنبياء الآية ٩٠
(٢) سورة الزمر الآية ٤٤
(٣) سورة الجن الآية ١٨
(٤) سورة القصص الآية ١٥
(٥) رواه مسلم في الوصية برقم ٣٠٨٤، ورواه الترمذي في الأحكام برقم ١٢٩٧، والدارمي في المقدمة برقم ٥٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>