يجود بأنفاسه فلقد كان في تلك الساعة شاخصا ببصره إلى السماء لا يحوله عنها هول ولا أهل، ويقول: «اللهم في الرفيق الأعلى (١) » فنسبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مناجاة الطبيعة كذب ظاهر وكفر واضح، ومخالفة لما فهمه المؤمنون من هذا الحديث الشريف، وقد أقذع هذا الضال في ذم الدين والسلف الصالحين، وحذر من سلوك سبيلهم، وحرف آيات كثيرة وأحاديث ليقودها إلى مذهبه الباطل، ورد أحاديث أخرى صحيحة لما لم توافقه على مذهبه العاطل، وأكثر من التلبيس والتدليس والخداع ليغير بذلك دين من لا بصيرة له بالدين الحق، وشابه في ذلك إخوانه من اليهود والمنافقين.
فنسأل الله الثبات على دينه، ونعوذ به من زيغ القلوب ورين الذنوب، وأساله أن يمن على هذا الضال بالهداية والرجوع إلى الحق والتوبة النصوح، وأن يعيذنا والمسلمين مما ابتلاه به إنه سميع الدعاء قريب الإجابة.
ولقصد تأييد ما دلت عليه هذه القصيدة من الحق وتزييف أباطيل هذا المارق والتحذير من خطئه لئلا يغتر به حررت هذه الأحرف، وأنا الفقير إلى الله تعالى عبد العزيز بن عبد الله بن باز، قاضي الخرج سامحني الله وغفر لي ولوالدي ومشائخي وجميع المسلمين. وصلى الله على محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه وسلم سنة ١٣٦٦ هـ.
(١) صحيح البخاري المغازي (٤٤٣٧) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٤٤) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٩٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٤٨) ، موطأ مالك الجنائز (٥٦٢) .