للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشياء كثيرة، في الجنايات والديات، والنفقات، وأحكام الزكوات، وأحكام الصوم والحج إلى غير ذلك.

ولما قال بعض الناس في مجلس عمران بن حصين رضي الله عنهما: (دعنا من الحديث وحدثنا عن كتاب لله) غضب عمران رضي الله عنه وأرضاه، واشتد إنكاره عليه وقال: (لولا السنة كيف نعرف أن الظهر أربع، والعصر أربع، والعشاء أربع، والمغرب ثلاث) إلى آخره.

فالسنة بينت لنا تفاصيل الصلاة، وتفاصيل الأحكام، ولم يزل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يرجعون إلى السنة ويتحاكمون إليها ويحتجون بها، ولما ارتد من العرب من ارتد وقام الصديق رضي الله عنه وأرضاه ودعا إلى جهادهم توقف عمر في ذلك، وقال: كيف نقاتلهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها (١) » قال الصديق رضي الله عنه: «أليست الزكاة من حقها - من حق لا إله إلا الله - والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها (٢) » قال عمر رضي الله عنه: (فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر لقتالهم فعرفت أنه الحق) ثم وافق المسلمون، ووافق الصحابة واجتمع رأيهم على قتال المرتدين فقاتلوهم بأمر الله ورسوله.


(١) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٤٦) ، صحيح مسلم الإيمان (٢١) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٠٦) ، سنن النسائي تحريم الدم (٣٩٧١) ، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٠) ، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١١) .
(٢) رواه البخاري في الزكاة برقم ١٣١٢ ومسلم في الإيمان برقم ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>