للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ويرى هذا الضال أن البراءة من الكفر والشرك وما عليه اليهود والنصارى من الوثنيات والتحريفات الباطلة دين تفرقة؛ لأن الإسلام في مخيلته معناه التوحيد والتقارب بين المسلمين، وغير المسلمين، يريد إسلاما يجمع بين المتناقضات والمتضادات ويكفر المسلمين الذين يخالفونه في ذلك.

ويرى أيضا أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الفقه الإسلامي المستنبط من الكتاب والسنة انتهت صلاحيتهما في هذا الزمان؛ لأنهما كانا لزمان معين، وأنه يجب إحداث فقه جديد وهذا معناه ترك دين الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصلح لهذا الزمان وإحداث دين جديد وهذا كفر بعموم رسالة الرسول لكل زمان ومكان، ولكل جيل، ولكل البشرية إلى أن تقوم الساعة، وكفر بختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وكفر بصلاحية رسالته لكل زمان ومكان، وهذا كفر صريح، وقول قبيح مناقض لقول الله سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١) وقوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٢) وقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣) وقوله سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (٤)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (٥) » متفق على صحته.

وقوله صلى الله عليه وسلم:


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٢) سورة سبأ الآية ٢٨
(٣) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٤) سورة الفرقان الآية ١
(٥) رواه البخاري في التيمم برقم ٣٢٣ واللفظ له، ورواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم ٨١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>