للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلة الأمريكية ونقلت بعضه مجلة الاعتصام هو من هذا الباب، وكنت كلمت جلالة الملك خالد في الموضوع بحضرة المشايخ؛ لأن المقال خطير فأردت من ذلك أن يطلع على الواقع ويوعز إليكم أن تكذبوه إن كان كذبا؛ لأن أعداء الله قد يكذبون عليكم وعلى غيركم، أو تتوبوا منه حتى يعلم ذلك كل من اطلع على المقال وغيرهم، وبذلك ينتهي الأمر ويتضح الحق، وليس في هذا الإجراء غرابة؛ لأن المنكر العظيم إذا ظهر وجب أن ينكر ظاهرا حتى لا يغتر به أحد، وحتى لا يلتبس أمره على بعض الناس.

ومن هذا الباب قصة حاطب بن أبي بلتعة الصحابي المشهور أحد المهاجرين لما كتب إلى قريش يخبرهم بعزم النبي صلى الله عليه وسلم على غزوهم عام ثمان من الهجرة، فأخبر الله نبيه بذلك، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود رضي الله عنهم، إلى المرأة التي تحمل الكتاب وقال: تجدونها في روضة خاخ فذهبوا وأدركوها وأخذوا الكتاب منها وسلموه للنبي صلى الله عليه وسلم فأحضره النبي صلى الله عليه وسلم وسأله بحضرة الناس عما حمله على الكتاب، فأجاب بما لا يخفى على مثلكم، وقال عمر في ذلك قوله المشهور وهو طلب قتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه قد شهد بدرا (١) » الحديث. وليس أحد منا معصوما وإنما العصمة لله ولرسله فيما يبلغونه عنه سبحانه، والمؤمن يبتلى ويمتحن بالغلط منه وبالكذب عليه وبغير ذلك، والواجب عليه عند ذلك تكذيب الكذب والتوبة مما زل به لسانه أو قلمه أو غير ذلك من جوارحه.


(١) صحيح البخاري الجهاد والسير (٣٠٠٧) ، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة (٢٤٩٤) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣٠٥) ، سنن أبو داود كتاب الجهاد (٢٦٥٠) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>