للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يتنقصون النبي محمدا عليه الصلاة والسلام، بل هم على طريقة السلف الصالح، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة صادقة أعظم من محبتهم لأنفسهم ووالديهم والناس أجمعين، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين (١) » .

ولما «قال له عمر رضي الله عنه: لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر رضي الله عنه: لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال له صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر (٢) » أي قد تم الإيمان وكمل لكونه صلى الله عليه وسلم أحب إلى كل مؤمن من نفسه.

ومن أدلة صدق المحبة اتباعه صلى الله عليه وسلم، والتمسك بما جاء به، والحذر مما يخالف ذلك، لقول الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣)

أما الذين عادوا هذه الدعوة فهم الجهال بها، أو أصحاب الهوى الذين باعوا آخرتهم بدنياهم وتابعوا أهل الباطل في عداء الحق، إما عن جهل أو عن هوى، كما فعلت اليهود في عداء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما بعثه الله به من الهدى، حسدا وبغيا واتباعا للهوى، نسأل الله العافية والسلامة.


(١) رواه البخاري في الإيمان برقم ١٤، ومسلم في الإيمان برقم ٦٣، واللفظ له.
(٢) رواه البخاري في الأيمان والنذور برقم ٦١٤٢، وأحمد في مسند الشاميين برقم ١٧٣٥٥.
(٣) سورة آل عمران الآية ٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>