للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة؟ هل هناك في الدنيا شيء أكبر من هذه الفوائد؟

أن تعلم ما يرضي الله عنك، وما يغضبه عليك، وأن تعلم أسماءه سبحانه وصفاته، وأن تعلم صفات الأبرار، والأخيار، والمؤمنين حتى تأخذ بها، وأن تعلم صفات أهل الجنة حتى تأخذ بها، وأن تعلم صفات الأشرار والكفار وأهل النار حتى تحذرها، هل هناك شيء أفضل من هذا؟

أما الغناء فإنه لا يستفيد منه إلا من مرض قلبه، وانحرف عن الهدى، وزاغ عن الحق، هذه الفائدة من الغناء.

قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما صح عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل (١) والله يقول في كتابه العظيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (٢)

من يشتري: أي يعتاض، من الناس: هذا ذم لبعض الناس، يشتري: يعتاض. الحديث: قال أكثر المفسرين: معناه، الغناء، وذهب بعضهم إلى تفسير لهو الحديث بالغناء وآلات الملاهي والطرب، وكل صوت يصد عن الحق، فكله داخل في لهو الحديث، ثم قال بعدها: {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (٣) وقرأ بعضهم: ليضل عن سبيل الله. بفتح الياء، فدل على أن اعتياض الأغاني فيه ضلال عن سبيل الله وإضلال عن سبيل الله، يعني: عاقبة لهو الحديث الضلال والإضلال نسأل الله العافية، ثم من فوائده الخطيرة أنه سبب لاتخاذ آيات الله هزوا، يعني: أنه يدعو صاحبه بعد ذلك إلى الاستهزاء بالقرآن، وعدم الأنس بقراءته، والاستكبار عن


(١) رواه أبو داود في الأدب برقم ٤٢٧٩.
(٢) سورة لقمان الآية ٦
(٣) سورة لقمان الآية ٦

<<  <  ج: ص:  >  >>