للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين (١) » .

وهذه الإقامة لا تصدر عن قلب عرف حقيقة الإسلام والإيمان، وعرف ما يجب من حق الله في الإسلام على المسلمين، ورضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

فإن الرضا بذلك يتضمن من محبة الله، وإيثار مرضاته، والغيرة لدينه، والانحياز إلى أوليائه ما يوجب البراءة التامة والتباعد كل التباعد من الكفرة وبلادهم، بل نفس الإيمان المطلق في الكتاب والسنة، لا يجتمع مع هذه المنكرات، وصح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله بايعني واشترط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين (٢) » أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين (٣) » وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يقبل الله عز وجل من مشرك عملا بعد ما أسلم؛ أو يفارق المشركين (٤) » والمعنى حتى يفارق المشركين.

وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك، والتحذير منه، ووجوب الهجرة مع القدرة، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة، فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وشرح محاسن


(١) رواه الترمذي في السير برقم ١٥٣٠؛ وأبو داود في الجهاد برقم ٢٢٧٤.
(٢) رواه النسائي في البيعة برقم ٤١٠٦ واللفظ له؛ وأحمد في مسند الكوفيين برقم ١٨٤٣٦.
(٣) سنن الترمذي السير (١٦٠٤) ، سنن النسائي القسامة (٤٧٨٠) ، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٥) .
(٤) رواه النسائي في الزكاة برقم ٢٥٢١، وابن ماجه في الحدود برقم ٢٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>