للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق، إذا كان لديه علم وبصيرة؛ عملا بالأدلة الشرعية في ذلك، مثل قوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١) الآية، وقوله سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (٢) الآية.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله (٣) » أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود وجهادهم: «ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (٤) » متفق على صحته.

والآيات والأحاديث في وجوب الدعوة إلى الله وبيان فضلها كثيرة، وحاجة المسلمين وغيرهم إليها شديدة؛ لأنها هي الوسيلة لتبصير الناس بدينهم وإرشادهم إلى أسباب النجاة، ولأنها وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم بإحسان. والله ولي التوفيق.


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٣) صحيح مسلم الإمارة (١٨٩٣) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧١) ، سنن أبو داود الأدب (٥١٢٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/١٢٠) .
(٤) صحيح البخاري المناقب (٣٧٠١) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦) ، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>