ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عائشة أن تناوله المصلى من المسجد، فقالت: إنها حائض، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن حيضتك ليست في يدك (١) » .
أما إن كان الدور الأسفل لم ينوه الواقف من المسجد، وإنما نواه مخزنا ومحلا لما ذكر في السؤال من الحاجات، فإنه لا يكون له حكم المسجد، ويجوز للحائض والجنب الجلوس فيه ولا بأس بالصلاة فيه في المحل الطاهر الذي لا يتبع دورات المياه كسائر المحلات الطاهرة التي ليس فيها مانع شرعي يمنع من الصلاة فيها، لكن من صلى فيه لا يتابع الإمام الذي فوقه إذا كان لا يراه ولا يرى بعض المأمومين؛ لأنه ليس تابعا للمسجد في الأرجح من قولي العلماء.
أما العمود الذي يقطع الصف فلا يضر الصلاة، لكن إذا أمكن أن يكون الصف قدامه أو خلفه حتى لا يقطع الصف فهو أولى وأكمل. والله ولي التوفيق.
(١) صحيح مسلم كتاب الحيض (٢٩٨) ، سنن الترمذي كتاب الطهارة (١٣٤) ، سنن النسائي الحيض والاستحاضة (٣٨٤) ، سنن أبو داود الطهارة (٢٦١) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (٦٣٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٢٤٥) ، سنن الدارمي كتاب الطهارة (٧٧١) .