للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف (١) » وهذا وعيد عظيم لمن لم يحافظ على الصلاة.

قال بعض أهل العلم في شرح هذا الحديث: إنما يحشر مضيع الصلاة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف؛ لأنه إن ضيعها من أجل الرئاسة والملك والإمارة شابه فرعون الذي طغى وبغى بأسباب وظيفته فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها بأسباب الوظيفة والوزارة شابه هامان وزير فرعون الذي طغى وبغى بسبب الرئاسة فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، ولا تنفعه الوظيفة ولا تجيره من النار، وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات أشبه قارون - تاجر بني إسرائيل - الذي قال الله فيه: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} (٢) الآية.

فشغل بأمواله وشهواته، وعصى موسى واستكبر عن اتباعه فخسف الله به وبداره الأرض، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة عقوبة عاجلة مع عقوبة النار يوم القيامة، والرابع: الذي ضيعها بأسباب التجارة والبيع والشراء والأخذ والعطاء، فشغل بالمعاملات والنظر في الدفاتر، وماذا على فلان: وماذا على فلان؟ حتى ضيع الصلوات، فهذا قد شابه أبي ابن خلف - تاجر أهل مكة - من الكفرة فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وقد قتل أبي بن خلف كافرا يوم أحد، قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة، عليه الصلاة والسلام، وهذا الوعيد يدل بلا شك على كفر من ترك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها، فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية من مشابهة أعدائه.


(١) مسند أحمد بن حنبل (٢/١٦٩) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٢١) .
(٢) سورة القصص الآية ٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>