للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا تيسر تأخيرها بدون مشقة فهو أفضل، فلو كان أهل القرية أو جماعة في السفر أخروها؛ لأنه أرفق بهم إلى ثلث الليل فلا بأس بذلك، بل هو أفضل، لكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل، فالنهاية نصف الليل، يعني: وقت العشاء يتحدد آخره بنصف الليل - أي: الاختياري - كما في حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وقت العشاء إلى نصف الليل (١) » .

أما إذا كان تأخيرها قد يشق على بعض الناس فإن المشروع تعجيلها؛ ولهذا قال جابر رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطأوا أخر (٢) » وقال أبو برزة رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء (٣) » .

فالخلاصة: أن تأخيرها أفضل إذا تيسر ذلك بدون مشقة، ولكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل.


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦١٢) ، سنن النسائي المواقيت (٥٢٢) ، سنن أبو داود الصلاة (٣٩٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢١٠) .
(٢) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (٥٦٠) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٤٦) ، سنن النسائي المواقيت (٥٢٧) ، سنن أبو داود الصلاة (٣٩٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٦٩) ، سنن الدارمي الصلاة (١١٨٤) .
(٣) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (٥٤٧) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٤٧) ، سنن النسائي المواقيت (٥٣٠) ، سنن أبو داود الصلاة (٣٩٨) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>