للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: هل الأفضل وضع الركبتين قبل اليدين عند الخفض للسجود أو العكس أفضل؟ وما الجمع بين الحديثين الواردين في ذلك؟

ج: السنة للمصلي إذا هوى للسجود أن يضع ركبتيه قبل يديه إذا استطاع ذلك في أصح قولي العلماء وهو قول الجمهور؛ لحديث وائل بن حجر رضي الله عنه وما جاء في معناه من الأحاديث. أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فهو في الحقيقة لا يخالف ذلك بل يوافقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى فيه المصلي عن بروك كبروك البعير، ومعلوم أن من قدم يديه فقد شابه البعير. أما قوله في آخره: «وليضع يديه قبل ركبتيه (١) » فالأقرب أن ذلك انقلاب وقع في الحديث على بعض الرواة، وصوابه: «وليضع ركبتيه قبل يديه (٢) » وبذلك تجتمع الأحاديث ويوافق آخر الحديث المذكور أوله، ويزول عنها التعارض وقد نبه على هذا المعنى العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه: (زاد المعاد) .

أما العاجز عن تقديم الركبتين لمرض أو كبر سن فإنه لا حرج عليه في تقديم يديه لقول الله سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٣)


(١) سنن الترمذي الصلاة (٢٦٩) ، سنن النسائي التطبيق (١٠٩١) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٤٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٨١) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٢١) .
(٢) سنن الترمذي الصلاة (٢٦٨) ، سنن النسائي التطبيق (١٠٨٩) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٣٨) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٨٢) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٢٠) .
(٣) سورة التغابن الآية ١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>