للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام ثم رفعوا أيديهم وأمنوا فهذا لا أصل له وما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفعلونه. فالإنسان يدعو بينه وبين نفسه والإمام يدعو بينه وبين نفسه والمأموم كذلك. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعد الصلاة بينه وبين نفسه. وأما كون الإمام يدعو والمأمومون يرفعون أيديهم ويؤمنون فهذا لا أصل له بل هو من البدع التي يجب تركها والأفضل أن يدعو وهو في صلاته في سجوده وقبل أن يسلم لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما علم أصحابه التحيات قال: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو (١) » . أي قبل أن يسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: «وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (٢) » . وقال عليه الصلاة والسلام: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء (٣) » . خرجهما مسلم في صحيحه. فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء في سجوده وفي آخر الصلاة قبل أن يسلم وإذا دعا بعد السلام وبعد الذكر بينه وبين ربه فلا بأس من دون رفع اليدين؛ لأن رفع اليدين بالدعاء بعد السلام من الفريضة لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم، وإذا رفع يديه في بعض الأحيان بعد النوافل فلا بأس أو في غير صلاة في أي وقت لأن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة.


(١) صحيح البخاري الأذان (٨٣٥) ، صحيح مسلم الصلاة (٤٠٢) ، سنن النسائي السهو (١٢٩٨) ، سنن أبو داود الصلاة (٩٦٨) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٣١) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٠) .
(٢) صحيح مسلم الصلاة (٤٧٩) ، سنن النسائي التطبيق (١١٢٠) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٦) ، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (٣٨٩٩) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢١٩) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٢٥) .
(٣) صحيح مسلم الصلاة (٤٨٢) ، سنن النسائي التطبيق (١١٣٧) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>