للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما ورد في روايتها السابقة، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى (١) » ولما ثبت أيضا في الصحيح من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام كان يسلم من كل اثنتين.

وفي قولها - رضي الله عنها -: «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة (٢) » ما يدل على أن الأفضل في صلاة الليل في رمضان وفي غيره إحدى عشرة، يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة، وثبت عنها - رضي الله عنها -، وعن غيرها أيضا أنه ربما صلى ثلاث عشرة ركعة عليه الصلاة والسلام.

فهذا أفضل ما ورد، وأصح ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام الإيتار بثلاث عشرة أو إحدى عشرة ركعة، والأفضل إحدى عشرة، فإن أوتر بثلاث عشرة فهو أيضا سنة وحسن، وهذا العدد أرفق بالناس وأعون للإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده وفي قراءته، وفي ترتيل القراءة وتدبرها، وعدم العجلة في كل شيء، وإن أوتر بثلاث وعشرين كما فعل ذلك عمر والصحابة - رضي الله عنهم - في بعض الليالي من رمضان فلا بأس؛ فالأمر واسع، وثبت عن عمر والصحابة - رضي الله عنهم - أنهم أوتروا بإحدى عشرة كما في حديث عائشة.

فقد ثبت عن عمر هذا وهذا، ثبت عنه - رضي الله عنه - أنه أمر من عين من الصحابة أن يصلي إحدى عشرة، وثبت عنهم أنهم صلوا بأمره ثلاثا وعشرين. وهذا يدل على التوسعة في ذلك، وأن الأمر


(١) صحيح البخاري الصلاة (٤٧٢) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٤٩) ، سنن الترمذي الصلاة (٤٦١) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٩٤) ، سنن أبو داود الصلاة (١٤٢١) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١١٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٧٨) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٦٩) ، سنن الدارمي الصلاة (١٤٥٨) .
(٢) صحيح البخاري المناقب (٣٥٦٩) ، سنن الترمذي الصلاة (٤٣٩) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٩٧) ، سنن أبو داود الصلاة (١٣٤١) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٣٦) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>