للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحسين الصوت بذلك كما تقدم.

ومعنى الحديث المتقدم " ما أذن الله " أي ما استمع الله " كإذنه " أي كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات، يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١) والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - لما «مر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود (٣) » .

ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين


(١) سورة الشورى الآية ١١
(٢) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٤٨) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٣) ، سنن الترمذي المناقب (٣٨٥٥) .
(٣) (٢) ، فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا

<<  <  ج: ص:  >  >>