للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله (١) » أخرجه الترمذي وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (٢) » رواه البخاري، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل «أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك (٣) » والند: هو النظير والمثيل لكل من دعا غير الله، أو استغاث به، أو نذر له، أو ذبح له، أو صرف له شيئا من العبادة سوى ما تقدم، فقد اتخذه ندا لله سواء كان نبيا أو وليا أو ملكا أو جنيا أو صنما أو غير ذلك من المخلوقات. أما سؤال الحي الحاضر ما يقدر عليه والاستعانة به في الأمور الحسية التي يقدر عليها، فليس ذلك من الشرك، بل ذلك من الأمور العادية الجائزة بين المسلمين، كما قال تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (٤) وكما قال تعالى في قصة موسى أيضا: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} (٥) وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأمور التي تعرض للناس ويحتاجون فيها إلى أن يستعين بعضهم ببعض، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا فقال في سورة الجن: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (٦) {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} (٧) وقال تعالى في سورة الأعراف: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (٨) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهو صلى الله عليه وسلم لا يدعو إلا


(١) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٠٨) .
(٢) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٤٩٧) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٧٤) .
(٣) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٤٧٧) ، صحيح مسلم الإيمان (٨٦) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣١٨٣) ، سنن النسائي تحريم الدم (٤٠١٤) ، سنن أبو داود الطلاق (٢٣١٠) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٨٠) .
(٤) سورة القصص الآية ١٥
(٥) سورة القصص الآية ٢١
(٦) سورة الجن الآية ٢٠
(٧) سورة الجن الآية ٢١
(٨) سورة الأعراف الآية ١٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>