للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام، بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (١) {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (٢) {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٣) {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٤) والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم، وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله: «أن لا يمس القرآن إلا طاهر (٥) » . ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر» وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: (لا يمس القرآن إلا المطهرون) فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء. وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف.

فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز، فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن العزيز سفرة لطعامه ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات، لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين.

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها، مما فيه آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه، فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها، ولا يجوز التساهل في ذلك حيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر، وقد يقع في المحذور جهلا منه بالحكم، رأيت كتابة هذه الكلمة تذكيرا وبيانا لما


(١) سورة الواقعة الآية ٧٧
(٢) سورة الواقعة الآية ٧٨
(٣) سورة الواقعة الآية ٧٩
(٤) سورة الواقعة الآية ٨٠
(٥) موطأ مالك النداء للصلاة (٤٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>