سبحانه أن المسلمين يحبون النصر والفتح، ولهذا قال:{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}(١) فإذا كان ملوكنا وزعماؤنا في مؤتمرهم هذا يرغبون رغبة صادقة في النصر والفتح القريب والسعادة في الدنيا والآخرة، فقد أوضح الله لهم السبيل، وأبان لهم العوامل والأسباب المفضية إلى ذلك، فما عليهم إلا أن يتوبوا إلى الله توبة صادقة مما سلف من تقصيرهم وعدم قيامهم بما يجب عليهم من حق الله وحق عباده، وأن يتعاهدوا صادقين على الإيمان بالله ورسوله وتحكيم شريعته والاعتصام بحبله وجهاد الأعداء صفا واحدا بكل ما أعطاهم الله من قوة، وأن ينبذوا المبادئ المخالفة لشريعة الله وحقيقة دينه، وأن يعتمدوا عليه سبحانه دون غيره من المعسكر الشرقي أو الغربي، وأن يأخذوا بالأسباب ويعدوا ما استطاعوا من القوة بكل وسيلة أباحها الشرع، وأن يكونوا مستقلين ومنحازين عن سائر الكتل الكافرة من شرقية وغربية، متميزين بإيمانهم بالله ورسوله واعتصامهم بدينه وتمسكهم بشريعته.
أما السلاح وأصناف العدة فلا بأس بتأمينها من كل طريق وبكل وسيلة لا تخالف الشرع المطهر، والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا المؤتمر مباركا، وأن ينفع به عباده، وأن يجمع به شمل المسلمين ويصلح به قادتهم ويوفق المجتمعين فيه لما فيه رضاه وعز دينه وذل أعدائه، ورد الحق المسلوب إلى مستحقه، ونبذ ما خالف دين الإسلام من مبادئ وأخلاق، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه بإحسان.