للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بصلاة الكسوف والذكر والدعاء عندما يرى المسلمون كسوف الشمس أو القمر فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم (١) » وفي لفظ آخر: «فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره (٢) » فعلق صلى الله عليه وسلم الأمر بالصلاة والدعاء والذكر والاستغفار برؤية الكسوف لا بخبر الحسابيين.

فالواجب على المسلمين جميعا التمسك بالسنة والعمل بها والحذر من كل ما يخالفها.

وبذلك يعلم أن الذين صلوا صلاة الكسوف ليلة الاثنين ١٥ \ ٥ اعتمادا على خبر الحسابيين قد أخطئوا وخالفوا السنة.

ويعلم أيضا أنه لا يشرع لأهل بلد لم يقع عندهم الكسوف أن يصلوا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق الأمر بالصلاة، وما ذكر معها برؤية الكسوف لا بالخبر من أهل الحساب بأنه سيقع، ولا بوقوعه في بلد آخر، وقد قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٣)


(١) صحيح البخاري الجمعة (١٠٤٨) ، سنن النسائي الكسوف (١٥٠٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٧) .
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١٠٥٩) ، صحيح مسلم الكسوف (٩١٢) ، سنن النسائي الكسوف (١٥٠٣) .
(٣) سورة الحشر الآية ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>