يحول الله الشدة إلى رخاء، كما جاء في الأثر المرسل عن أبي جعفر الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه في الاستسقاء ليتحول القحط، والمقصود أنه صلى الله عليه وسلم دعا وخطب الناس وذكرهم، ودعا كثيرا عليه الصلاة والسلام فأجاب الله دعوته وأنشأ السحاب، وأنزل المطر في الحال بفضل الله ورحمته سبحانه وتعالى، ليري الناس قرب رحمته جل وعلا، وعلامة من علامات صدق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه رسول الله حقا، حيث دعا وأجابه الله في الحال، ونزل المطر في الحال في استغاثته لما استغاث صباحا، وفي استغاثته يوم الجمعة لما استغاث يوم الجمعة في الخطبة حين جاءه الأعرابي وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا فدعا ربه ورفع يديه وقال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا (١) » فأنشأ الله السحاب ونزل المطر وهو في المسجد حتى خرجوا في المطر يهم كل واحد أن يصل إلى بيته، وقد نزل المطر بهم إلى الجمعة الأخرى فسالت الأودية، وسالت الشعاب، وجاءت الأخبار من كل مكان بنزول المطر فجاء ذلك الرجل أو غيره من الجمعة الأخرى، وقال يا رسول الله - وهو يخطب عليه الصلاة والسلام - هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك من ضعف
(١) رواه البخاري في (الجمعة) باب الاستسقاء في خطبة الجمعة برقم (١٠١٤) ، ومسلم في (صلاة الاستسقاء) باب الدعاء في الاستسقاء برقم (٨٩٧) .