للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الركن الخامس: فهو حج البيت الحرام: قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (١) وفرض الحج مرة واحدة في العمر، وكذلك العمرة، ويجبان على المسلم العاقل البالغ الحر المستطيع، ويصحان من الصبي ولكن لا يسقط عنه بذلك فرضهما إذا بلغ واستطاع، والمرأة التي ليس لديها محرم يرافقها في الحج والعمرة يسقطان عنها لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن سفر المرأة دون محرم، والحج مؤتمر إسلامي يلتقي فيه المسلمون حيث يأتون إليه من كل فج عميق ومن سائر أرجاء الدنيا من جنسيات وألوان ولغات، يلبسون لباسا واحدا، يقفون على صعيد واحد، والجميع يؤدون عبادة واحدة لا فرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير ولا أسود وأبيض، سواسية، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢)

والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (٣) » وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (٤) » .

وللإسلام ركائز أخرى وإن لم تكن من الأركان لكنها تعين على وجوده حيا مطبقا في واقع المسلمين، منها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولقد وصف سبحانه وتعالى هذه الأمة بأنها خير أمة


(١) سورة آل عمران الآية ٩٧
(٢) سورة الحجرات الآية ١٣
(٣) صحيح البخاري الحج (١٧٧٣) ، صحيح مسلم الحج (١٣٤٩) ، سنن الترمذي الحج (٩٣٣) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٩) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٦٢) ، موطأ مالك الحج (٧٧٦) .
(٤) صحيح البخاري الحج (١٥٢١) ، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠) ، سنن الترمذي الحج (٨١١) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٤٨) ، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>