العشاء فلا يزال في عبادة وذكر فيما بين وقت وآخر يذكر فيها ربه ويحاسب فيها نفسه ويجاهدها لله ويتقرب إليه بالأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى.
وشرع له مع ذلك عبادات أخرى بين هذه الأوقات كصلاة الضحى وراتبة الظهر والمغرب والعشاء والتهجد بالليل، إلى أنواع من العبادات والصلاة والأذكار والاستغفار والدعاء تذكره بالله وتعينه على طاعته وذكره سبحانه وتعالى هذا كله من فضله جل وعلا وعظيم إحسانه، ثم جعل تعالى لهذه الصلاة نداء عظيما على رؤوس الأشهاد ليتضمن تعظيم الله سبحانه بالتكبير والشهادة له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، وفيه الدعوة إلى هذه الصلاة بقوله حي على الصلاة حي على الفلاح، ثم التكبير لله، ثم الشهادة له بالوحدانية سبحانه وتعالى فجعل أصل الدين الذي هو الإقرار بالشهادتين دعوة للصلاة ونداء لها، فالعباد ينتبهون بهذا الذكر وبهذا النداء في بيوتهم وفي مضاجعهم وفي مراكبهم وفي كل مكان ينبهون لهذه العبادة ولحق الله وعظمته بهذا النداء العظيم الذي لا يسمعه شجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد لصاحبه يوم القيامة، كما جاء بذلك الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم شرع الله للناس أيضا الزكاة وجعلها حقا في أموالهم يربط الأغنياء بالفقراء ويصلهم بهم، وفي ذلك فوائد كثيرة منها: مواساة الفقراء، والإحسان إليهم، ومنها: مواساة أبناء السبيل، ومنها: مواساة المؤلفة قلوبهم وتقوية إيمانهم ودعوتهم إلى الخير، ومنها: مشاهدة الرقاب على العتق وفك الأسارى، ومنها أيضا: مساعدة الغارمين على قضاء ديونهم، ومنها: مساعدة الغزاة على الجهاد في سبيل الله، فهي حق عظيم في المال يزكي صاحبه وينمي ثروته