للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتصموا بهما، وبين حق الرجل على زوجته وحقها عليه، وبين أمورا كثيرة عليه الصلاة والسلام، ثم قال: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فجعل يرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكبها إلى الأرض ويقول: اللهم اشهد اللهم اشهد (١) » . عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.

ولا شك أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة عليه الصلاة والسلام على خير الوجوه وأكملها، ونشهد له بذلك كما شهد له صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم. وقد بين عليه الصلاة والسلام مناسك الحج وأعماله بأقواله وأفعاله، وكان خروجه من المدينة في آخر ذي القعدة من عام عشر، محرما بالحج والعمرة قارنا بينهما، من ذي الحليفة، وساق الهدي عليه الصلاة والسلام، وأتى مكة في صبيحة اليوم الرابع من ذي الحجة، ولم يزل يلبي من الميقات من حين أحرم من ذي الحليفة بتلبيته المشهورة: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك (٢) » ،


(١) رواه مسلم في (الحج) باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم برقم (١٢١٨) .
(٢) رواه البخاري في (الحج) باب التلبية برقم (١٥٤٩) ، ومسلم في (الحج) باب التلبية وصفتها ووقتها برقم (١١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>