للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (١) » .

هذا من مقاصد الحج ومقاصد العمرة، فمن أداها على الوجه المرضي كان جزاؤه الجنة والكرامة وغفران الذنوب وحط الخطايا. ويا لهذا الهدف من خير عظيم وفضل كبير.

إن من أتى هذا البيت مخلصا لله جل وعلا يريد وجهه الكريم، من قريب أو بعيد، ثم أدى هذا الحج على وجه البر لا رفث فيه ولا فسوق، فإن الله جل وعلا يكتب له به الجنة وغفران الذنوب، وهكذا العمرة، يقول: «من أتى هذا البيت (٢) » ، ويقول صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما (٣) » .

هذا الهدف العظيم لقاصدي هذا البلد المبارك هو مطلب كل مؤمن وكل مؤمنة، الفوز بالجنة والنجاة من النار وغفران الذنوب وحط الخطايا، والله جل وعلا أخبر عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أنه دعا لأهل هذا البلد، فقال جل وعلا على لسان خليله إبراهيم: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٤)

واستجاب الله هذا الدعاء، فبعث خليله محمدا عليه الصلاة


(١) رواه البخاري في (الحج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم (١٧٧٣) ، ومسلم في (الحج) باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة برقم (١٣٤٩) .
(٢) صحيح مسلم الحج (١٣٥٠) .
(٣) صحيح البخاري الحج (١٧٧٣) ، صحيح مسلم الحج (١٣٤٩) ، سنن الترمذي الحج (٩٣٣) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٩) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٦٢) ، موطأ مالك الحج (٧٧٦) .
(٤) سورة البقرة الآية ١٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>