للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاذبة كأن يراه أمرد لا لحية له، أو يراه أسود اللون أو ما أشبه ذلك من الصفات المخالفة لصفته - عليه الصلاة والسلام -؛ لأنه قال - عليه الصلاة والسلام -: «فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي (١) » فدل ذلك على أن الشيطان قد يتمثل في غير صورته - عليه الصلاة والسلام - ويدعي أنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل إضلال الناس والتلبيس عليهم.

ثم ليس كل من ادعى رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يكون صادقا وإنما تقبل دعوى ذلك من الثقات المعروفين بالصدق والاستقامة على شريعة الله سبحانه، وقد رآه في حياته - صلى الله عليه وسلم - أقوام كثيرون فلم يسلموا ولم ينتفعوا برؤيته كأبي جهل وأبي لهب وعبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وغيرهم، فرؤيته في النوم - عليه الصلاة والسلام - من باب أولى.

السؤال الثالث: هل الرسول - صلى الله عليه وسلم - حي في قبره أم لا، وهل يعلم في قبره بأمور الدنيا، وهل هذه العقيدة شرك أم لا؟

الجواب: قد صرح الكثيرون من أهل السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حي في قبره حياة برزخية لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله سبحانه، وليست من جنس حياة أهل الدنيا بل هي نوع آخر يحصل بها له - صلى الله عليه وسلم - الإحساس بالنعيم ويسمع بها سلام المسلم عليه عندما يرد الله عليه روحه ذلك الوقت، كما في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام (٢) » وخرج البزار بإسناد حسن عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام (٣) » وأخرج أبو داود بإسناد جيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تجعلوا


(١) صحيح البخاري العلم (١١٠) ، صحيح مسلم الرؤيا (٢٢٦٦) ، سنن الترمذي الرؤيا (٢٢٨٠) ، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (٣٩٠١) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٣٢) .
(٢) سنن أبو داود المناسك (٢٠٤١) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٥٢٧) .
(٣) سنن النسائي السهو (١٢٨٢) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٤١) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>