أنا آت أيا أيها الروض فامسح ... بيديك النديتين الكروبا
يا نبي الهدى وما زلت أرجو ... رغم إثمي أن لا أبوء بخسري
أنا في ساحة الكريم وقد يملك أمري ... ولست أملك أمري
أنا في السجن والإسار كئيب ... ضائق منهما بسجني وأسري
فأجرني فدتك نفسي ... فقد يغفر ربي إذا شفعت لوزري
هاهنا هاهنها الملاذ لمن ... رام ملاذا يقيه من كل شر
هذه طيبة يعود بيسر ... إن أتاها الذي ينوء بعسر.
ففي هذه الأبيات أنواع من الشرك الأكبر لم ينتبه لها الشاعر- هداه الله- ففي البيت الأول من هذه الأبيات السبعة طلب الشاعر من الروض أن يمسح عنه بيديه الكروب، وهذا الطلب لا يقدر عليه إلا الله سبحانه فالروض لا يقدر على ذلك.
وهكذا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إن كان الشاعر قصده بذلك، وإنما يطلب مثل هذا من الله عز وجل القادر على كل شيء، أما الجمادات والأموات من الأنبياء وغيرهم فلا يجوز أن يطلب منهم كشف الكروب؛ لأن ذلك ليس من شأنهم وليس في قدرتهم بل ذلك إلى الله سبحانه:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}(١)
وفي البيت الثاني والثالث والخامس والسادس يرجو الشاعر من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحط عنه خسره وأن لا يرجع خائبا، ويزعم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يملك أمره، ويستجير به في البيت الخامس ويعتبره في البيت السادس الملاذ لكل من رام الملاذ من كل شر، وهذا كله خطأ وضلال وشرك أكبر فإن الدعاء والاستغاثة والاستجارة وجميع