للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو على ناقته، وقد شرع الله سبحانه لعباده الدعاء بتضرع وخفية وخشوع لله عز وجل ورغبة ورهبة، وهذا الموطن من أفضل مواطن الدعاء، قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (١) وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ} (٢)

وفي الصحيحين: قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رفع الناس أصواتهم بالدعاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته (٣) » . وقد أثنى الله جل وعلا على زكريا عليه السلام في ذلك. قال تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (٤) {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} (٥) وقال عز وجل:


(١) سورة الأعراف الآية ٥٥
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠٥
(٣) رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) حديث أبي موسى الأشعري برقم (١٩١٠٢) ، والبخاري في (الدعوات) باب الدعاء إذا علا عقبه برقم (٦٣٨٤) ، ومسلم في (الذكر والدعاء) باب استحباب خفض الصوت بالذكر برقم (٢٧٠٤) .
(٤) سورة مريم الآية ٢
(٥) سورة مريم الآية ٣

<<  <  ج: ص:  >  >>