للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} (١) {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} (٢) {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} (٣) {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} (٤) {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} (٥) {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (٦) إلى قوله: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (٧) وقال في قصة بني إسرائيل وعبادتهم العجل: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} (٨) الآيات. وقال في سورة طه في القصة نفسها: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (٩) والمعنى: أين ذهبت عقول هؤلاء حتى عبدوا صورة عجل، لا يرد إليهم قولا، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، ولا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فعلم بذلك أن الله سبحانه هو الضار النافع الذي يسمع الدعاء، ويجيب المضطر إذا دعاه، ويتكلم إذا شاء، وأن هذه الصفات من صفات الكمال التي يجب أن يكون المعبود بحق، موصوفا بها، بخلاف الأصنام ونحوها، فإنها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولا تجيب من دعاها، ولا ترجع إليه قولا، ولا تهديه سبيلا.

فكيف يجوز أن تعبد مع الملك الحق السميع المجيب، النافع الضار، العالم بكل شيء، والقادر على كل شيء لا إله غيره، ولا رب سواه.

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها ترشد إلى أن الله سبحانه موصوف


(١) سورة الشعراء الآية ٦٩
(٢) سورة الشعراء الآية ٧٠
(٣) سورة الشعراء الآية ٧١
(٤) سورة الشعراء الآية ٧٢
(٥) سورة الشعراء الآية ٧٣
(٦) سورة الشعراء الآية ٧٤
(٧) سورة الشعراء الآية ٨٩
(٨) سورة الأعراف الآية ١٤٨
(٩) سورة طه الآية ٨٩

<<  <  ج: ص:  >  >>