للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصدر التشريع فيه كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وحينئذ تحل المشكلات بالطرق السلمية بعد ذلك.

أما أن يدعو إلى الجهاد وهو مقيم على الظلم والعدوان والتهديد لجيرانه، فكيف يكون هذا الجهاد الظالم؟ وهذا الجهاد الكاذب، والنفاق الذي يريد به التلبيس. وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: أن تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه (١) » .

وذكر البراء رضي الله عنه نصر المظلوم في الحديث الصحيح المتفق عليه، وهو قوله رضي الله عنه: «أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بسبع وذكر منها: نصر المظلوم (٢) » ، فنصر المظلوم واجب متعين على كل من استطاع ذلك فإذا كان الظلم عظيما، كان الواجب أشد. وإذا كان الظلم لفئات


(١) رواه البخاري في الإكراه باب يمين الرجل لصاحبه برقم ٦٩٥٢ والترمذي في الفتن باب ما جاء في النهي عن سب الرياح برقم ٢٢٥٥.
(٢) رواه البخاري في الأشربة باب آنية الفضة برقم ٥٦٣٥، ومسلم في اللباس والزينة باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال برقم ٢٠٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>