للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية. المقصود أنهم أصيبوا بسبب الخلل الذي وقع منهم في موقف عظيم، لا بد منه في سياسة الجهاد من حفظ الثغور وحفظ المنافذ التي ينفذ منها العدو، فحفظ الثغور التي يدخل منها العدو على المسلمين. وحفظ المنافذ التي يدخل منها العدو على الجيش وقت اللقاء، لا بد فيه للجيش بأن يكون عنده عناية بذلك، وعنده حذر، وعنده حرص على سد كل ثغر يمكن أن ينفذ منه العدو على المسلمين ليضرهم أو يأتيهم من خلفهم. ولما استنكر المسلمون هذا الأمر وهذا الحدث المؤلم من الجراح والقتل، وقالوا: لماذا أصبنا؟ ولماذا جرى هذا؟ وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم خيرة الله من عباده بعد الأنبياء، أنزل الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} (١) قد أصبتم مثليها: يعني يوم بدر، قتلوا سبعين من الكفار وأسروا سبعين، وحصلت جراحات في الكفار كثيرة {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} (٢) يعني استنكرتم من أين أصبنا؟ قال تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (٣) وهذا يفيد أن معصية بعض الجيش، وإخلال بعض الجيش بالأسباب مصيبة للجميع، فأصيبوا بسبب بعضهم. وهكذا الناس إذا رأوا المنكرات وشاعت ولم تغير عمت العقوبات، قال النبي صلى الله عليه


(١) سورة آل عمران الآية ١٦٥
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٥
(٣) سورة آل عمران الآية ١٦٥

<<  <  ج: ص:  >  >>