للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها أعداء الإسلام في الإسلام ويبينوا بطلانها بالأدلة النقلية والعقلية لأن الله أوجب عليهم أن ينصروا دينه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، وأخبرهم سبحانه أنه لا نجاة ولا فلاح إلا لمن نصر الحق واتبعه، وبهذا يعلم أن انتقاد النصرانية المسماة بالمسيحية وبيان بطلانها وأنها دين قد غير وبدل ثم نسخه الله ببعث محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته أمر واجب على المسلمين؛ لأن النصرانية لم تبق دينا صالحا لا لنا ولا لغيرنا بل الدين الصحيح للمسلمين ولغيرهم هو الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، والمسلمون مأمورن بالدعوة إلى دينهم والذب عنه ومعذورون في بيان بطلان جميع الأديان من يهودية ونصرانية وغيرهما ما عدا الإسلام لأنهم بذلك يدعون إلى الحق والجنة وغيرهم من الناس يدعو إلى النار، كما قال الله سبحانه لما نهى عن نكاح المشركات وعن تزويج المشركين للمسلمات قال: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ} (١)

فالله سبحانه يدعو إلى الجنة والمغفرة وإلى أعمالها، وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا المسلمون العارفون بدينه والداعون إليه على بصيرة. أما غيرهم من الكفار فإنهم يدعون إلى النار في كتبهم ونشراتهم ووسائل إعلامهم. وبهذا يعلم أنه لا يجوز إطلاق القول بأن الإسلام والمسيحية ديانتان منزلتان لأن المسيحية لم تبق ديانة منزلة بل قد غيرت وحرفت ثم نسخ ما بقي فيها من حق بما بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق. وأما قول الكاتب: ونحن نعتقد في إله واحد، فهذا يخص المسلمين الذين يعتقدون في إله واحد ويعبدونه وحده وينقادون لشرعه وهو الله عز وجل خالق السماوات والأرض وخالق كل شيء ورب كل شيء القائل في كتابه المبين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (٢)


(١) سورة البقرة الآية ٢٢١
(٢) سورة البقرة الآية ١٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>