للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود فعلت ما تقتضيه المصلحة الشرعية، وهكذا بقية الدول الكافرة حكمها حكم اليهود في ذلك. والواجب على كل من تولى أمر المسلمين، سواء كان ملكا أو أميرا أو رئيس جمهورية أن ينظر في مصالح شعبه فيسمح بما ينفعهم ويكون في مصلحتهم من الأمور التي لا يمنع منها شرع الله المطهر، ويمنع ما سوى ذلك مع أي دولة من الدول الكافرة؛ عملا بقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١) وقوله سبحانه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} (٢) الآية. وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مصالحته لأهل مكة ولليهود في المدينة وفي خيبر، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده ومسئول عن رعيته "، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا فكلكم راع ومسئول عن رعيته (٣) » ، وقد قال الله عز وجل في


(١) سورة النساء الآية ٥٨
(٢) سورة الأنفال الآية ٦١
(٣) رواه البخاري في (الاستقراض وأداء الديون) باب العبد راع في مال سيده برقم (٢٤٠٩) ، وفي (العتق) باب كراهية التطاول على الرقيق برقم (٢٥٥٤) ، وباب العبد راع في مال سيده برقم (٢٥٥٨) ، ومسلم في (الإمارة) باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر برقم (١٨٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>