للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيءٍ من الطُّريق على تسمية أحدٍ منهم (فَانْصَرَفُوا) أي: الملائكةُ (بِي عَنْ ذَاتِ اليَمِينِ) أي: عن جهةِ اليمين.

(فَقَصَصْتُهَا) بعد أن استيقظتُ من منامي (عَلَى حَفْصَةَ) بنت عمر أمِّ المؤمنين (فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ) أي: ابن عمر (رَجُلٌ صَالِحٌ) زاد أبو ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «لو كان يصلِّي من اللَّيل» (فَقَالَ) ولابنِ عساكرَ: «قال» (نَافِعٌ) مولى ابن عمر (لَمْ) ولأبي ذرٍّ: «فلم» (يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ) عبد الله بن عمر (يُكْثِرُ الصَّلَاةَ) قال ابن بطَّال: في هذا الحديث أنَّ بعض الرُّؤيا لا يحتاجُ إلى تفسير (١)، وأنَّ ما فُسِّر في النَّوم فهو تفسيرهُ في اليقظةِ؛ لأنَّ النَّبيَّ لم يزدْ في تفسير قولِ الملك: نعم الرَّجل أنت لو كنت تكثر الصَّلاة. وفيه أنَّ أصل التَّعبير من قبل (٢) الأنبياء، ولذا تمنَّى ابن عمر أن يرى رؤيا فيعبِّرها له النَّبيُّ ليكون ذلك عنده أصلًا، وأصل التَّعبير توقيفٌ من قبلِ الأنبياء ، لكن الوارد عنهم في ذلك وإن كان أصلًا فلا يعمُّ جميعَ المرئيّ، فلا بدَّ للحاذقِ في هذا الفنِّ أن يستدلَّ بحُسن نظره، فيردَّ ما لم ينصَّ عليه إلى حكمِ التَّمثيل، ويحكم له بحكم التَّشبيه الصَّحيح، فيجعل أصلًا يلتحقُ (٣) به غيره، كما يفعلُ الفقيه في فروعِ الفقه. انتهى.

وقال أبو سهل عيسى بن يحيى المسيحيُّ (٤) الفيلسوفُ العابر: اعلم أنَّ لكلِّ علمٍ أصولًا لا تتغيَّر، وأقيسةً مطَّردةً لا تضطرب إلَّا تعبيرَ الرؤيا، فإنَّه يختلفُ (٥) باختلافِ أحوال النَّاس وهيئاتهم وصناعاتهِم ومراتبهِم ومقاصدهِم ومللهِم وأديانهِم ونحَلهِم ومذاهبهِم وعاداتهِم، وربَّما يؤخذ تعبير الرُّؤيا من الأمثال والأشباهِ والعُكوس والأضدادِ، وكلُّ صاحب صناعةٍ وعلم فإنَّه يستغني بآلاتِ صناعتهِ وأدواتِ علمهِ عن آلات صناعةِ وأسباب علمٍ آخر، إلَّا صاحب التَّعبير فإنَّه ينبغي له أن يكون مطَّلعًا على جميع العلوم عارفًا بالأديان (٦) والمللِ والمواسم


(١) في (ع): «تأويل».
(٢) في (ع): «قول».
(٣) في (د): «يلحق».
(٤) «المسيحي»: ليست في (ع).
(٥) في (د): «فإنها تختلف».
(٦) في (ع): «والأديان».

<<  <  ج: ص:  >  >>