للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا أُنْسَ فيهما للنَّاظر إليهما، أسودان أزرقان، جعلهما الله تعالى تكرمةً للمؤمن ليثبِّته ويبصِّره (١)، وهتكًا لسرِّ (٢) المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتَّى يحلَّ عليه العذاب الأليم، أعاذنا الله من ذلك بوجهه الكريم ونبيِّه (٣) الرَّؤوف الرَّحيم (فَأَقْعَدَاهُ) أي: أجلساه غير فَزِعٍ (فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ) بالجرِّ عطفُ بيانٍ، أو بدلٌ من سابقه (؟) ولم يقولا: ما تقول في هذا النَّبيِّ؟ أو غيره من ألفاظ التَّعظيم؛ لقصد الامتحان للمسؤول؛ إذ ربَّما تلقَّن تعظيمه من ذلك، ولكن ﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾ [إبراهيم: ٢٧] (فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ) أي: فيقول له الملكان المذكوران أو غيرهما: (انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ : فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا) أي: المقعدَين اللَّذين أحدهما من الجنَّة والآخر من النَّار، أعاذنا الله منها (وَأَمَّا الكَافِرُ أَوِ المُنَافِقُ) شكَّ (٤) الرَّاوي، لكنَّ الكافر لا يقول المقالة المذكورة، فتعيَّن المنافق (فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ) أي: فيقول المنكر والنَّكير أو غيرهما: (لَا دَرَيْتَ) بفتح الرَّاء (وَلَا تَلَيْتَ) بالمثنَّاة التَّحتيَّة السَّاكنة بعد اللَّام المفتوحة، وأصله: تلوت، بالواو، يقال: تلا يتلو القرآن، لكنَّه قال: «تليت» بالياء للازدواج مع «دريت» أي: لا كنت داريًا ولا تاليًا، وقال في «الفائق» أي: لا علمت بنفسك بالاستدلال، ولا اتَّبعت العلماء بالتَّقليد فيما يقولون، أو لا تلوت القرآن، أي: لم تدرِ، ولم تتلُ، أي: لم تنتفع بدرايتك ولا (٥) تلاوتك، ولأبي ذَرٍّ: «ولا أتْليت» بهمزةٍ مفتوحةٍ وسكون التَّاء، قال ابن الأنباريِّ: وهو الصَّواب، دعاءٌ عليه بألَّا (٦) تُتَلى إبله، أي: لا يكون لها أولادٌ (٧) تتلوها، أي: تتبعها، وتعقَّبه ابن السَّرَّاج بأنَّه بعيدٌ في دعاء الملَكين،


(١) في (د) و (ص): «ينصره».
(٢) في (د): «لستر».
(٣) «ونبيِّه»: ليس في (د).
(٤) زيد في (د): «مِن».
(٥) «لا»: ليس في (ص) و (م).
(٦) «بألَّا»: ليس في (ص).
(٧) في غير (د) و (س): «أو لا».

<<  <  ج: ص:  >  >>