للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وأيُّ مال للميِّت؟ وأجاب عياضٌ باحتمال أنَّ ابن الأنباريِّ رأى: أنَّ هذا أصل الدُّعاء، استُعمِلَ في غيره؛ كما استعمل (١) غيره من أدعية العرب، وقال الخطَّابيُّ وابن السِّكِّيت: الصَّواب: ائتليت، بوزن: افتعلت؛ من قولك: ما ألوته (٢): ما استطعته، ولا آلو كذا بمعنى (٣): لا أستطيعه، قال صاحب «اللَّامع الصَّبيح»: لكنَّ بقاء التَّاء مع ما قرَّره، أي: الخطَّابيّ (٤): آلو بمعنى: أستطيع مشكلٌ (٥)، وقال ابن بَرِّيٍّ: مَن رَوى: «تليت» فأصله: ائتليت، بهمزةٍ بعد همزة (٦) الوصل، فحُذِفَت تخفيفًا، فذهبت همزة الوصل، وسهل ذلك لمزاوجة «دريت» (ثُمَّ يُضْرَبُ) الميِّت، بضمِّ أوَّل «يُضرَب» (٧) وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول (بِمِطْرَقَةٍ) بكسر الميم (مِنْ حَدِيدٍ) صفةٌ لـ «مطرقةٍ»، و «مِنْ» بيانيَّةٌ، أو «حديدٍ» (٨) صفةٌ لمحذوفٍ، أي: مِن ضاربِ حديدٍ، أي: قويٌّ شديد الغضب، والضَّارب: المنكر أو النَّكير أو غيرهما، وفي حديث البراء بن عازبٍ عند أبي داود: «ويأتيه الملكان يجلسانه» الحديث، وفيه: ثمَّ يقيَّض له أعمى أبكم أصمُّ، بيده مرزبَّة من حديدٍ، لو ضُرِبَ بها جبلٌ لصار ترابًا (٩)، قال: «فيضربه بها ضربةً … » الحديث، وفي حديث أنس بن مالكٍ عند أبي داود: «أنَّه دخل نخلًا لبني النَّجار، فسمع صوتًا، ففزع … » الحديث، وفيه: فيقول له: «ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقول: لا دريت ولا تليت، فيضربه بمطراقٍ (١٠) من حديدٍ بين أذنيه، فيصيح» فالحديث الأوَّل صريحٌ أنَّ الضَّارب غير منكرٍ ونكيرٍ، والثَّاني أنَّه الملَك السَّائل له، وهو إما المنكر أو النَّكير (ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ) أي: أذني الميِّت (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ) أي: يلي (١١) الميِّت (إِلَّا الثَّقَلَيْنِ)


(١) زيد في (د): «فيه».
(٢) في (د): «ما أتلوته».
(٣) في (د): «ولا أتلوه بمعنى».
(٤) زيد في (د): «من أنَّ».
(٥) في (ص): «يشكل».
(٦) «بعد همزة»: مثبتٌ من (ب) و (س).
(٧) في (ص): «بضمِّ أوَّله».
(٨) قوله: «حديد» زيادة من (ب) و (س).
(٩) في (د): «رمادًا».
(١٠) في (د): «فيضرب بمطارق».
(١١) «يلي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>