للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخَافُ اللهَ، وَ) السَّادس: (رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ) تطوُّعًا (فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَُ شِمَالُهُ) بنصب (١) ميم «تعلمَ» نحو: سرت حتى تغيبَ (٢) الشَّمس، ويجوز (٣) رفعها نحو: مرض زيدٌ (٤) حتَّى لا يرجونه، علامة الرَّفع ثبوت النُّون (٥) و «شمالُه» بالرَّفع على الفاعليَّة لقوله: «لا تعلمَ» (مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ) جملةٌ في محلِّ نصبٍ على المفعوليَّة، أي: لو قُدِّرت الشِّمال رجلًا متيقِّظًا لَمَا علم صدقة اليمين للمبالغة في الإخفاء، وصوَّر بعضهم إخفاء الصَّدقة بأن يتصدَّق على الضَّعيف في صورة المشتري منه، فيدفع له مثلًا درهمًا فيما (٦) يساوي نصف درهمٍ، فالصُّورة مبايعةٌ والحقيقة صدقةٌ، وأُنبِئت عن بعضهم: أنَّه كان يطرح دراهمه في المسجد ليأخذها المحتاج، والله الموفِّق (وَ) السَّابع: (رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا) من النَّاس، أو من الالتفات إلى غير المذكور تعالى وإن كان في ملأٍ (فَفَاضَتْ) أي: سالت (عَيْنَاهُ) أسند الفيض إلى العين مع أنَّ الفائض هو الدَّمع لا العين مبالغةً؛ لأنَّه يدلُّ على أنَّ العين صارت دمعًا فيَّاضًا، ثمَّ إنَّ فيضها -كما قاله القرطبيُّ- يكون بحسب حال الذَّاكر وما ينكشف له، ففي أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، كما في رواية زيد بن حمَّادٍ عند الجوزقيِّ بلفظ: «ففاضت عيناه من خشية الله» وفي أوصاف الجمال يكون شوقًا إليه تعالى، وفي «جزء بِيبَى الهرثميَّة» من طريق محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة زيادةُ خصلةٍ ثامنةٍ، وهي: «ورجلٌ كان في سريَّةٍ مع قومٍ، فلقوا العدوَّ فانكشفوا، فحمى آثارهم -وفي لفظٍ: أدبارهم - حتَّى نجوا ونجا أو استُشهِد»، وفي «شعب البيهقيِّ» من طريق أبي صالحٍ عن أبي هريرة


(١) في (ص): «بفتح».
(٢) في (ص) و (م): «مغيب» وهو تحريفٌ.
(٣) «ويجوز»: ليس في (ص) و (م).
(٤) «زيدٌ»: مثبتٌ من (ب) و (س).
(٥) «علامة الرَّفع ثبوت النُّون»: ليس في (ص) و (م).
(٦) «فيما»: ليس في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>