للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿وَتَمَاثِيلَ﴾) قيل: كانوا ينحتون صور الملائكة والأنبياء والصَّالحين في المساجد، ليراها النَّاس فيزدادوا عبادةً، و (١) تحريم التَّصاوير (٢) شرعٌ (٣) مجدَّدٌ، وقيل: إنَّهم عملوا أَسَدين في أسفل كرسيِّه ونِسْرَين فوقه، فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان له ذراعيهما، وإذا قعد أظلَّه النِّسران بأجنحتهما، رواه ابن أبي حاتمٍ عن كعبٍ في خبرٍ طويلٍ عجيبٍ في «صفة الكرسيِّ» (٤) (﴿وَجِفَانٍ﴾) أي: وصحافٍ (﴿كَالْجَوَابِ﴾) أي: (كَالحِيَاضِ لِلإِبِلِ) قيل: كان يقعد على الجفنة الواحدة ألف رجلٍ يأكلون منها (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصله ابن أبي حاتمٍ: (كَالجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ) بفتح الجيم وبعد الواو السَّاكنة مُوحَّدةٌ، قال الجوهريُّ: الجوبة: الفرجة في السَّحاب وفي الجبال، وانجابت السَّحابة: انكشفت، والجَوْبَة: موضعٌ ينجاب في الحرَّة.

(﴿وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾) ثابتاتٍ على الأثافيِّ لا تنزل (٥) عنها لعظمها، وكان يصعد إليها بالسَّلالم (﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾) أي: اعملوا له واعبدوه شكرًا، فالنَّصب على العلَّة (﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: ١٣]) المتوفِّر على أداء الشُّكر الباذل وسعه فيه، قد شغل قلبه ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته، ومع ذلك لا يوفِّي حقَّه، لأنَّ توفيقه للشُّكر نعمةٌ تستدعي شكرًا آخر، ولذا قيل: الشَّكور من يرى عجزه عن الشُّكر، قاله في «الأنوار» (﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ﴾) أي: على سليمان (﴿مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ﴾) هي (الأَرَضَةُ) الَّتي (٦) (﴿تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾) أي: (عَصَاهُ، ﴿فَلَمَّا خَرَّ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿الْمُهِينِ﴾ [سبأ: ١٢ - ١٤]) ولأبي ذرٍّ: «إلى ﴿فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾»،


(١) زيد في (م): «أمَّا».
(٢) في (م): «الصُّور الآن».
(٣) في (ص) و (م): «فشرعٌ».
(٤) في (د): «كرسيِّه».
(٥) في (د): «تزول»، وفي نسخةٍ في الهامش كالمثبت.
(٦) «التي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>