للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الموكَّلين (١) بالآدميِّ، فقال: «لكلِّ آدميٍّ عشرةٌ باللَّيل وعشرةٌ بالنَّهار، واحدٌ عن يمينه، وآخر عن شماله، واثنان من بين يديه ومن خلفه، واثنان على جنبيه، وآخر قابضٌ على ناصيته، فإن تواضع رفعه، وإن تكبَّر وضعه، واثنان على شفتيه ليس يحفظان عليه إلَّا الصَّلاة على محمَّدٍ ، والعاشر يحرسه من الحيَّة أن تدخل فاه» يعني: إذا نام (وَمِنْهُ) أي: ومن أصل المعقِّبات (قِيلَ: العَقِيبُ) الَّذي (٢) يأتي في (٣) أثر الشَّيء (يُقَالُ: عَقَّبْتُ) ولأبي ذَرٍّ: «قيل: العقيب» أي: عقَّبتُ (فِي إِثْرِهِ) بتشديد القاف في الفرع كأصله (٤)، وضبطه الدِّمياطيُّ (٥).

قال الزَّمخشريُّ: وأصل ﴿مُعَقِّبَاتٌ﴾: معتقِّباتٌ، فأُدغِمَت التَّاء في القاف؛ كقوله: ﴿وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ﴾ [التوبة: ٩٠] أي: المعتذرون، ويجوز «معِقِّباتٌ»؛ بكسر العين، وتعقَّبه أبو حيَّان فقال: هذا وهمٌ فاحشٌ؛ فإنَّ التَّاء لا تُدغَم في القاف، ولا القاف في التَّاء، لا من كلمةٍ ولا من كلمتين، وقد نصَّ التَّصريفيُّون على أنَّ القاف والكاف كلٌّ منهما يُدغَم في القاف، ولا يُدغَمان في غيرهما، ولا يُدغم غيرُهما فيهما، وأمَّا تشبيهه بقوله تعالى: ﴿وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ﴾ [التوبة: ٩٠] فلا يتعيَّن أن يكون أصله: المعتذرون (٦)، وأمَّا قوله: ويجوز: «معقبات» بكسر العين؛ فهذا لا يجوز؛ لأنَّه بناه على أنَّ أصله معتقِّباتٌ، فأُدغِمَت التَّاء في القاف، وقد بينَّا أنَّ ذلك وهمٌ فاحشٌ، والضَّمير في قوله (٧) ﴿لَهُ﴾ يعود على ﴿مِنَ﴾ (٨) المكرَّرة، أي: لمن أسرَّ القول ولمن جهر به، ولمن استخفى ولمن سرب، جماعةٌ (٩) من الملائكة يعقِّب بعضهم بعضًا، أو يعود على ﴿مِنَ﴾ الأخيرة، وهو قول


(١) في (د): «الموكَّلة».
(٢) في غير (د) و (م): «للَّذي».
(٣) «في»: ليس في (م).
(٤) «كأصله»: ليس في (د).
(٥) أي كذلك بالتشديد كما نصَّ على ذلك ابن الملقن في شرحه (٢٢/ ٤٩٣).
(٦) في (م): «المتعذِّرون»، وليس بصحيحٍ.
(٧) لفظة: «قوله» زيادة من (د) و (م).
(٨) «مَن»: مثبتٌ من (د) و (س).
(٩) «جماعة»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>