وأما أسماؤه ﷺ فهي ثلاثة وعشرون اسماً؟ محمد وأحمد والماحي والحاشر والعقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملاحم والشاهد والبشير والنذير والضحوك والقتال والمتوكل والفاتح والأمين والخاتم والمصطفى والرسول والنبي الأمي والقثم.
قاله ابن الجزري وذكر غيره أسماء كثيرة منها طه ويس والمزمل والمدثر والرسول وله أسماء غير ذلك، وفيما ذكرته كفاية طلباً للاختصار.
وأول من أرضعته ﷺ ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياماً وكانت أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب فهو عم رسول الله ﷺ وأخوه في الرضاعة.
ثم قدمت حليمة إلى مكة فأخذته ومضت به إلى بلادها وهي بادية بني سعد وأتاه الملكان هناك فشقا بطنه واستخرجا علق سوداء فطرحاها وغسلا بطنه بماء الثلج في طست من ذهب والقصة المشهورة فلما علمت حليمة بذلك رجعت به إلى مكة لأهله وهو ابن خمس.
وتوفيت أمه آمنة وله ست سنين.
ولما صار لرسول الله ﷺ اثنا عشر سنة وشهران ارتحل به أبو طالب إلى الشام فلما نزل ببصر من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة فرأى رسول الله ﷺ وغمامة تظله من بين القوم ورأى فيه إمارات النبوة بشرر به وقال لأبي طالب إن لابن أخيك شأناً عظيماً.
وشب رسول الله ﷺ حتى بلغ وكان أعظم الناس مروءة وحلماً وأحسنهم جواباً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة حتى صار اسمه في قومه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.
وفي سنة خمس وعشرين من مولده تزوج خديجة بنت خويلد ﵂ ولها أربعون سنة ولم يتزوج غيرها حتى ماتت ولم يتزوج بكراً غير عائشة.