وكان تحويل القبلة من صخرة بيت المقدس الشريف إلي المسجد الحرام قال الله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
وروى الليث عن يونس عن الزهري قال لم يبعث الله منذ هبط دم إلى الأرض نبياً إلا جعل قبلته صخرة بيت المقدس.
وعن ابن عباس ﵄ قال إن أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن محمداً رسول الله ﷺ وأصحابه كانوا يصلون بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة أمر الله تعالى نبيه ﷺ أن يصلي نحو صخرة بيت المقدس ليكون أقرب إلى تصديق اليهود إياه إذا صلى إلى قبلتهم مع ما يجدون من نعته في التوراة فصلى بعد الهجرة الشريفة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً إلى بيت المقدس وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة لأنها كانت قبلة أبيه إبراهيم ﵇ فأنزل الله عليه الآية وأمره باستقبال الكعبة.
ولما حولت القبلة كان النبي ﷺ في مسجد القبلتين في بني سلمة وكان يصلي فيه الظهر إلى بيت المقدس وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين.
وعن البراء أن النبي ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته البيت؟ فإنه ﷺ أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلوا معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة فداروا كلهم وجوههم قبل البيت.
وكانت اليهود قد أيعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ولما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك.