وقال البراء في حديثه هذا إنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما تقول فيهم فأنزل الله ﷿(وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم).
وكان تحويل القبل في يوم الثلاثاء منتصف شهر شعبان وقيل في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين من السنة الثانية من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وفيها - أعني في السنة الثانية - في شعبان فرض صوم شهر رمضان وأمر الناس بإخراج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين فصام ﷺ تسع رمضانات إجماعاً وفيها رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري صورة الأذان في النوم وورد به الوحي.
وفيها تزوج علي ﵁ بفاطمة بنت الرسول ﷺ وقال إن الله سبحانه وتعال عقد عقد فاطمة لعلي في السماء فنزل الوحي بذلك فجمع الصحابة لذلك وأرسل وراء علي بن أبي طالب وأخبره بالخبر فعقد النبي ﷺ عقد علي على فاطمة فقيل لعلي أو لم يا علي فنزل بدرعه يبيعه فعرفه عبد الرحمن فاشتراه بألف درهم ودفعها لعلي ثم أوهبه الدرع.
وفيها كانت غزوة بدر الكبرى التي اظهر الله بها الدين وسببها قتل عمرو ابن الحضري وإقبال أبي سفيان بن حرب في عير لقريش عظيمة من الشام وفيها أموال كثيرة فانتدب المسلمون بأمر النبي ﷺ وخرجوا إليهم فبلغ أبا سفيان ذلك فبعث إلى مكة وأعلم قريشاً بذلك.
فخرج المشركون من مكة وكان عدتهم تسعمائة وخمسين رجلاً فيهم مائة فرس.
وخرج رسول الله ﷺ من المدينة ومعه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً لم يكن فيهم إلا فارسان وكانت الإبل سبعين يتعاقبون عليها ونزل في بدر وبني له عريش وجلس فيه ومعه أبو بكر.