وأصيبت عين قتادة فردها رسول الله ﷺ بيده وكانت أحسن عينيه واستشهد أنس بن النضر عم أنس بن مالك وقد بلى بلاء حسناً وفيه نزلت (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. ) الآية.
وفيها تزوج النبي ﷺ حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ وبنى بها وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمي.
ثم دخلت السنة الرابعة من الهجرة الشريفة وفيها كانت غزوة بدر الثانية وهي في شعبان وفيها خرج النبي ﷺ إلى بدر لميعاد أبي سفيان وخرج أبو سفيان في أهل مكة ثم رجع ورجعت قريش معه وانصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة.
ثم دخلت السنة الخامسة من الهجرة الشريفة وفيها كانت غزوة الخندق وهي غزوة الأحزاب وكانت في شوال وسببها أن نفراً من اليهود حزبوا الأحزاب على رسول الله ﷺ وقدموا على قريش بمكة يدعونهم إلى حربه فلما بلغ النبي ﷺ ذلك أمر بحفر الخندق حول المدينة وعمل فيه بنفسه وفرغ من الخندق.
وأقبلت قريش ومن تبعها من بني قريظة واشتد البلاء حتى ظن المؤمنون كل الظن وأقام رسول الله ﷺ والمشركون بضعاً وعشرين ليلة لم يكن بين القوم حرب إلا الرمي ثم نصر الله نبيه ﷺ على المشركين وخذلهم واختلفت كلمتهم وأهب الله ريح الصبا كما قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها) فجعلت الريح تقلب أبنيتهم وتكفأ قدورهم وانقلبوا خاسرين.
فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال الآن نغزوهم ولا يغزونا وكتان كذلك حتى فتح مكة.
وفيها - أي في ذي القعدة - كانت غزوة بني قريظة عقب عود النبي ﷺ