وكان يوم بلاء على المسلمين وكان عدة الشهداء منهم سبعين رجلاً وعدة قتل المشركين اثنتين وعشرين رجلاً.
ووصل العدو إلى رسول الله ﷺ وأصابه حجارتهم حتى وقع وأصيبت رباعيته وشج وجهه وجعل الدم يسيل على وجهه وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعو إلى ربهم فنزل في ذلك قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) ودخلت حلقتان من المغفرة في وجهه الشريف من الشجة ونزع أبو عبيدة بن الجراح أحد الحلقتين من وجهه فسقطت ثنيته الواحدة ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الأخرى.
ومثلت هند وصواحبها بالقتل من الصحابة فجد عن الآذان والأنوف وبقرت هند عن كبد حمزة ولاكتها.
وصعد زوجها أبو سفيان الجبل وصرخ بأعلى صوته الحرب سجال يوم بيوم بدر أعل هبل - أي اظهر دينك - فأجابه المسلمون الله أعلى وأجل وناد إن موعدكم بدر العام القابل فقال النبي ﷺ لواحد قل هو بيننا وبينكم.
ثم التمس رسول الله ﷺ عمه حمزة فوجده وقد بقر بطنه وجدع أنفه وأذناه فقال لئن أظهرني الله ﷿ على قريش لأمثلهن بثلاثين منهم وجاءه جبريل فأخبره إن حمزة مكتوب من أهل السماوات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ثم أمر النبي ﷺ به فسجي ببردة ثم صلى عليه وكبر سبع تكبيرات.
ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة فصل عليهم وعليه اثنتين وسبعين صلاة وهذا دليل لأبي حنيفة فإنه يرى الصلاة على الشهيد خلافاً للشافعي وأحمد رحمهم الله تعالى.
ثم أمر بحمزة فدفن واحتمل أناس من المسلمين إلى المدينة فدفنوا بها ثم نهاهم رسول الله ﷺ وقال ادفنوهم حيث صرعوا.