للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى رسول الله منذ أسلم حياء منه وكان رسول الله يحبه ويشهد له بالجن ويقول أرجو أن يكون خلفاً من حمزة.

ثم أمر النبي أن تركز راية سعد بن عباد بالحجون لما بلغه إنه قال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسي فيه الكعبة.

وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من أعلا مكة من كداء في بعض الناس وكل هؤلاء الجنود لم يقاتلوا لأن النبي نهى عن القتال إلا أن خالد بن الوليد لقيه جماعة من قريش فرموه بالنبل ومنعوه من الدخول فقاتلهم خالد فقتل من المشركين ثمانية وعشرين رجلاً فلما ظهر النبي على ذلك قال ألم أنهكم عن القتال؟ فقالوا له إن خالداً قوتل فقاتل وقتل من المسلمين رجلان.

ودخل النبي من كدا وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح ويرجع وكان فتح مكة يوم الجمع لعشر بقين من رمضان ودخل رسول الله مكة وملكها عنوة بالسيف وإلى ذلك ذهب مالك وأصحابه وهو الصحيح من مذهب أحمد وقال أبو حنيف والشافعي إنها فتحت صلحاً والله أعلم.

ولما دخل رسول الله مكة كان على الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد شد لهم إبليس أقدامها برصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يومي إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) حتى مر عليها كلها.

وأتى النبي وحشي بن حرب - قاتل حمزة وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقال رسول الله أوحشي؟ قال نعم قال أخبرني كيف قتلت عمي؟ فأخبره فبكى وقال غيب وجهك عني.