ولما دخل رسول الله ﷺ مكة كانت عليه عمامة سوداء فوقف على باب الكعب وقال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال يا معشر قريش ما ترون إني فاعل بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء فأعتقهم رسول الله ﷺ وكان الله تعالى قد أمكنه منهم فكانوا له فيئاً فبذلك سمي أهل مكة الطلقاء.
ولما اطمأن الناس خرج رسول الله ﷺ إلى الطواف فطاف بالبيت سبعاً على راحلته واستلم الركن بمحجن كان في يده ودخل الكعبة ورأى فيها الشخوص على صورة الملائكة وصورة إبراهيم وفي يده الأزلام يستقيم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقيم بالأزلام ما شأن إبراهيم والأزلام ثم أمر بتلك الصورة فطمست وصل في البيت ثم جلس ﷺ على الصفا واجتمع الناس لبيعته على الإسلام فكان يبايعهم على السمع والطاعة لله ولرسوله فبايع الرجال ثم النساء.
ولما جاء وقت الظهر يوم الفتح إذن بلال على ظهر الكعبة فقال الحارث ابن هشام ليتني مت قبل هذا وقال خالد بن أسيد لقد أكرم الله أبي فلم ير هذا اليوم فخرج عليهما رسول الله ﷺ ثم ذكر لهما ما قالاه فقال الحارث ابن هشام أشهد إنك رسول الله ما أطلع على هذا أحد فنقول أخبرك.
وقام علي ﵁ ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية فقال رسول الله ﷺ أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء وقال خذوها تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا الظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف.
وذكر إن فضالة ابن عمير أراد قتل النبي ﷺ وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله ﷺ أفضالة؟ قال نعم فضالة