للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا رسول الله ثم قال ما كنت تحدث به نفسك؟ قال لا شيء كنت أذكر الله تعالى فضحك النبي ثم قال استغفر الله ووضع يده على صدره فمكن قلبه قال فضالة والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله تعالى شيئاً أحب إلي منه.

وبعث النبي السرايا إلى الأصنام التي حول مكة فسروها وناد مناديه بمكة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلا كسره.

ولما بعث السرايا حول الكعبة إلى الناس يدعوهم إلى الإسلام ولم يأمرهم بقتال وكان من السرايا سرية خالد بن الوليد فنزل على ماء لبني خزيمة فأقبلوا بالسلاح فقال لهم خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا فوضعوه فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فقتل منهم من قتل فلما بلغ ذلك النبي رفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين -.

ثم أرسل علي بن أبي طالب (رض) بمال وأمره أن يؤدي لهم الدماء والأموال ففعل ذلك ثم سألهم هل بقي لكم دم أو مال؟ فقالوا لا وكان قد فضل مع علي قليل مال فدفعه إليهم زيادة تطيب لقلوبهم وأخبر النبي بذلك فأعجبه.

وفيها كانت غزوة حنين وهوازن وكانت في شوال سنة ثمان من الهجرة الشريفة وحنين واد بينه وبين مكة ثلاثة أميال.

ولما فتحت مكة تجمعت هوازن بخيولهم وأموالهم لحب رسول الله ومقدمهم مالك بن عوف النضري وانضمت إليه ثقيف وهم أهل الطائف وبنو سعد وهم الذين كان النبي مرتضعاً عندهم فلما سمع النبي باجتماعهم خرج من مكة لست خلون من شوال وخرج معه اثنا عشر ألفاً ألفان من أهل مكة وعشرة لاف كانت معه وحضرها جماعة كثيرة من المشركين وهم